أخر الاخبار

قصة مهاجر من تركيا إلي الحلم الأوروبي

قصة مهاجر من تركيا إلي الحلم الأوروبي

أحداث القصة منقولة من مهاجر يروي تفاصيل رحلته من تركيا نحو اوروبا .. للتوضيح نقل القصة فقط لنقل المعانات ليس للتحريض على الهجرة سواءا كانت برية أو بحرية .. لهذا نتبرأ من فهم أو استغلال خطأ للموضوع 
القصة تتألف من 4 أجزاء متتابعة 

الجزء الأول

مثلي مثل أي شاب انقطعت به سبل العيش في بلاده من حقرة و تهميش يسعى للبحث عن حياة كريمة و مستقبل لحياتي قررت الهجرة إلي أوروبا و ذلك عبر بوابة تركيا التي تعتبر المنفذ الوحيد للدخول إلي أوروبا . بعد تخرجي من الدراسة و البحث عن العمل في كل مكان لا جديد يذكر أصابني اليأس و الإحباط أصبحت كل أيامي في غرفتي لمدة سنة كاملة بعدها قررت أن اخذ هذه التجربة أعلمت كل العائلة إلا إني تلقيت الرفض من الأولياء و بعد عدة محاولات معهم تفهموا الوضع لكن قبولهم لم يكن فيه قناعة في البداية تحصلت على تأشيرة التركية و اشتريت تذكرة السفر و كنت قد حضرت كل الأغراض اللازمة لي في الرحلة . كان لي صديق هو أيضا أراد أن يخوض هذه الرحلة فتفقنا على الذهاب معا .
اتجهنا إلي المطار و كانت أول مرة لنا لا نعرف شيء كنا فقط نسأل عن كل شيء أودعنا حقائبنا و عبأنا استمارة و قاموا بتوجيهنا إلي غرفة الانتظار إلي حين أتت الحافلة ركبنا و أخذنا نتقدم نحو الطائرة كان يتملكني خوف و سعادة في نفس الوقت فهي أول مرة سأركب فيها طائرة و أغادر إلي وجهة جديدة لا اعلم ما الذي ينتظرني أقلعت الطائرة نحو مطار صبيحة جوكشين الدولي لتركيا و كان وصولنا على الساعة 11 ليلا أكملنا إجراءات الدخول في المطار في مدة 15 دقيقة توجهنا لشراء بطاقة هاتف من اجل الانترنيت كنا قد أخذنا وقت طويل داخل المطار للبحث عنها بعدها خرجنا إلي محطة لنجد أن الحافلة المتوجه إلي آق سراي، فاتح/إسطنبول، تركيا قد غادرت بقينا بجانب المحطة و قد التقينا بشخصين آخرين لديهم نفس وجهتنا ..
بقينا في تلك المحطة إلي غاية 5 صباحا أتت الحافلة ركبنا و انطلقنا إلي الوجهة و عند وصولنا اتصلنا بصديق كان قد وصل قبلنا لأننا لم نكن نعلم أي شيء و ماذا نفعل ارس لنا اسم الفندق أعطيتها لسائق سيارة الأجرة (taxi) أخذنا مباشرة إلي الفندق كان ثمنه 50 ليرة تركية لليوم الواحد كان الفندق في مكان اسمه السلطان فاتح ... بقيت في تركيا 5 أيام كنت أتجول في شوارعها اسطنبول كانت جميلة للسياحة .. نحن في البداية كان اتفاقنا إننا سنقوم بالعبور إلي اليونان عبر السياج وقد خطط لذالك مسبقا إلا أن الصديقين اللذين كانا معي تحدثا مع شخص أخر خاض تجربة العبور عبر السياج و تم المسك به و اقترح عليهم العبور عبر النهر أو الوادي و هي الانجح و يوجد العبور عبر ميريت(meric) آو على ابصالا – (ipsala) أو (uzunkopru)  ... و هنا وقع الخلاف بيننا حول الطريق هذا ما أثار انزعاجي منهم على طريقة تغيير رأيهم .. هنا اتصلت بعائلي و أخبرتهم بما وقع لأنهم هم من دعموني في كل خطوات رحلتي حيث أخبرتهم أنني سأعبر الحدود بمفردي هذا ما لم يتقبلوه و طلبوا مني الانتظار حتى تجد أصدقاء لان الوضع صعب و قد تتعرض للسرقة أو حتى التصفية .. وبعدها اقترحوا عليا أن أجرب معهم الخطة غير أني لم أكن مرتاح نهائيا لتلك الخطوة .. بعد مدة عاد أصدقائي و معهم العتاد من قارب صغير و حبل به حوالي 200 متر و مقص و شريط لاصق و غيرها من مستلزمات الرحلة .. حاولت أن أقنعهم بالعودة عن التفكير في هذه الخطوة لكن هم اصرو و قالوا لي يجب أن تذهب معنا لن نتركك هنا لوحدك أتينا مع بعض و سنكمل الرحلة مع بعض كان عددنا 5 و انضم إلينا شخص آخر ليصبح العدد 6 بدأنا في تجهيز أغراضنا اتصلنا بسائق سيارة أجرة (taxi) لأخذنا من اسطنبول إلي مدينة اسمها يانيكيربلوزو (Yenikarpuzlu) بمبلغ قدره 300 اورو أتت السيارة تكلمت مع عائلتي و أخذت صورة للوحة ترقيم السيارة و قمت بإرسالها تحسبا لأي شيء ... انطلقنا أوصلنا إلي المنطقة لا يوجد بهذا شيء كانت فقط أمامنا غابة و كان الليل و البرد قاسي جدا بمجرد الوصول بدأ يقول لنا Go Go ، نزلنا و بدأنا في إنزال أغراضنا بسرعة و انطلق صاحب السيارة ... جلسنا على حافة الطريق بدأنا في تجهيز نفسنا و بعدها بدأنا في المشي وسط ذلك الحرث لمدة 3 ساعات إلي أن تبين لنا طريق ترابية و بعدها شاحنات للجيش و كانت بعيدة حيث لمحناها بقينا نسير إلي أن وجدنا بيت صغير و هو في الحقيقة لم يكن بيت بل مركز مراقبة دورية للجيش لم نعرفه أصدقائي انتابهم الخوف تراجعوا أنا قلت لهم ابقوا هنا سأذهب للاستطلاع وجدتها فارغة ناديتهم أكملنا الطريق بقينا نسير و كنا اقتربنا لنصل إلي طريق ترابي و بحوالي 500 متر توقفت شاحنة للجيش كانت الساعة تشير حوالي منتصف الليل  بقينا منبطحين على الأرض و نسمع فقط في 2 من عناصر الجيش يتكلمون و يضحكون و الشاحنة أكملت سيرها بقينا في أماكننا هم توجهوا إلي غرفة المراقبة ظهر لنا ضوء إشعال سيجارة حيث تأكدنا انه ابتعد بقينا لبعض الوقت ثم تحركنا مرة أخرى بقينا نمشي إلي أن وصلنا إلي غابة انتابني شعور مرعب وسط الغابة في الليل و تسمع أصوات مخيفة لم أتصور أني سأعيش تلك اللحظات المرعبة ..
اتفقنا مع ظهور ضوء الصباح نبدأ في عبور النهر في الصباح حوالي ساعة 4 بدا ضوء قليل بدأنا في نفخ القارب و قمنا بربطه بالحبل عبر صديقي الأول جاء الدور عليا ركبت و كانت مجاري الوادي تسحب بقوة خارت قواي لم يبقى لي سبيل إلا أن ارمي بنفسي داخل الوادي لأني لمحت عناصر الجيش قادمة من بعيد و أصدقائي يقولون لي أسرع الجيش قادم رميت بنفسي في هذه اللحظة رأيت الموت بين عيني رميت بظهري و ادفع إلي وصلت لغصن شجرة ارتكزت عليه و صعدت و أنا في قمة التعب و الإرهاق بقيت ممدود على الأرض حوالي 5 دقائق و بعد قمت ذهبت أنا و صديقي إلي طرف الغابة لانتظار البقية و تغيير ملابسي المبتلة بعدها التحق بنا آخرين لفترة نسمع طلقات رصاص كانوا ينادون على صديقنا الأخير أخذنا في الجري من اجل الابتعاد عن ذلك المكان و اختبأنا حيث أكلنا و نمنا هناك وصلت الساعة 6 مساءا استيقظنا من النوم بدأنا في تحديد طريقنا و الاتفاق عليها عبر GPS أكملنا سيرنا وقد أصبحنا في الأراضي اليونانية خلال سيرنا كنا نرى دوريات الجيش كل مرة كنا نختبئ لمحنا في الخريطة أننا اقتربنا من مدينة *فيرس* اختبأنا في مكان بين الأشجار نمنا هناك في الصباح اخبرني صديقي أن هناك شخص رآنا نهضت مسرعا و حملت حقيبتي و بدأت بالجري لوهلة اسمع صوت stop stop و كنا نجري و بجانبنا سيارة شرطة الحدود و خلفنا 2 من عناصر الشرطة قمت بالقفز على إحدى الشبابيك و أكملت الجري لأجد احد العناصر خرج وجها لوجها معي في تلك اللحظة توقف و نزلت على الأرض و أيضا أصدقائي توقفوا عن الجري لأنه لا مكان للهروب أصبحنا محاصرين و هنا بدؤوا في ضربنا في كل مكان و كانوا يحملون أعمدة كهربائية بمجرد لمسك تصعق بعدها قاموا بنزع لنا أحذيتنا و معاطفنا و محافظنا و قاموا برميهم في وادي كان قريب منا تركونا فقط بالجوارب ... بعدها اتصلوا بشاحنة الجيش أخذتنا إلي ثكنة عسكرية وجدنا نفسنا في وسط العديد من المهاجرين من كل الجنسيات....
في تمام الساعة 10 ليلا أتت شاحنة و تم نقلنا إلي غاية الوادي احضروا قارب خاص بهم و بقو يترقبوا من اجل إرجاعنا إلي تركيا مرة أخرى أعادونا إلي نقطة 0 لا نملك شيء بدأنا في الجري في الحرث لأنهم قاموا بإطلاق الرصاص خلفنا من اجل إعلام الجيش في الضفة التركية في الأخير وصلنا إلي المدينة Yenikarpuzlu بحثنا على مسجد جلسنا نظفنا أنفسنا نمنا في مكان الوضوء إلي غاية الفجر صلينا تقرب منا شيخ المسجد و بدأ يسألنا بعدها شخص اخر منحنا بعض الملابس و الأكل ......... عدنا إلي اسطنبول بمبلغ 250 اورو و كنا قد اقترضناها من بعض الأصدقاء ... هذه كانت المحاولة الأولى التي باءت بالفشل ....

الجزء الثاني

(بداية الرحلة كانت في شهر نوفمبر كانت الأجواء باردة)
بعد فشلنا في التجربة الأولى و الإحباط الذي تملكني استجمعت قواي و قررت أن نقطع الحدود عبر السياج لكن مع مجموعة أخرى من الأصدقاء لان الذين كانوا معي منهم من رجع لبلاده و منهم من قرر الاستقرار في تركيا بقي معي صديق واحد فقط .. ضبطنا أمورنا و قررنا إعادة المحاولة و كنا في 4 أشخاص اشترينا تذكرة القطار إلي مدينة أدرنة (Edirne) ب 25 ليرة للفرد انطلقنا على الساعة 6 صباحا بعد وصولنا بحثنا على فندق و في اليوم الموالي توجهنا إلي المدينة من اجل استكشافها و معرفة طرقها و قد كانت وجهتنا إلي جسور التي تعبر الوادي رجعنا للفندق أخذنا أغراضنا و ذهبنا للمسجد و على الساعة 4 مساءا و قصدنا الجسر و كنا نمشي واحد تلوى الأخر تعدينا الجسرين الاثنين و واصلنا سيرنا في طريق ترابية وسط الأراضي الزراعية إلي أن وصلنا وادي و قد تجنبنا العبور على الجسر حتى لا يعترضنا الأكراد عبرنا النهر أو الوادي واحد تلوى الأخر و أخذنا نجري حتى دخلنا في مزرعة انتظرنا إلي غاية قروب الليل و تقربنا من السياج لحظة الوصول تسلقت و عبرت الحدود مباشرة تجد طريق ترابية أخذت في الجري من اجل الابتعاد عنها انتظرت أصدقائي إلي أن اجتمعنا ارتحنا قليلا و كانت تغمرني فرحة أكملنا طريقنا و نحن في الطريق وقعت في وحل مائي ابتلت كل ملابسي و البرد طلب من أصدقائي الاستمرار في المشي حتى ابقي دافئ و قد اقتربنا من مدينة *نيا فيسا* اليونانية بقينا نسير بجانب المدينة لم ندخل إليها تجنبا لأي شيء توجهنا إلي سكة القطار *كافيلي* إلي غاية وصولنا إلي الطريق السريع وجدنا مزرعة للتفاح أخذنا منها و أكلنا اقترب موعد النهار لان كان مخططنا أننا نسير بالليل و ننام في النهار حيث أننا لم نستقل أي وسيلة نقل أخذنا الرحلة من مدينة نيا فيسا (Nea vyssa) الي مدينة ميكا ديريو (Mega Dereio) ما اخذ منا 5 أيام من الطريق بعد أن وصلنا لمحنا مجموعة أخرى من المهاجرين كانوا في 7 أشخاص تكلمنا معهم و قد حذرونا ان هناك دورية شرطة وكان هذا في قرية ميكرو ديريو (Mikro dereio) كان بجانبنا وادي نزلنا فيه و بقينا هناك و كثر الكلام لان عددنا ازداد ليصبح 11 شخص لنجد الدورية تشعل فوقنا الإنارة من فوق الجسر بقينا مختبئين بعدها ذهبت الدورية قمنا بقطع الوادي تباعا و واصلنا السير إلي أن وصلنا إلي مدينة ميكا ديريو (Mega Dereio) ... نمنا في أعلى الغابة و في اليوم الموالي على الساعة 12 ظهرا افترقنا و رجعنا نحن 4 كما كنا من قبل و هم 7 أشخاص ذهبوا لوحدهم أخذنا طريقنا و كنا نسير فقط في وسط الجبال إلي أن دخلنا قرية اسمها roussa أخذنا بعض الأغراض من محل بعدها أكملنا الطريق (للاشارة ان المسافة بين Mikro dereio و Mega Dereioهي فقط حوالي 15 كلم إلا أننا أخذنا طريق الجبال ما اخذ منا مسافة أطول قاربت أو فاقت 40 كلم ) في مدخل المدينة قابلنا عسكري بدأ يسأل كان يريد إخافتنا بعدها أرشدنا إلي مسجد من اجل الاستراحة غير أنهم لم يستقبلونا و منعونا من الجلوس خوفا من الشرطة صادفنا شخص عرض علينا أن يأخذا إلي بيت مهجور للمبيت فيه ... في اليوم الموالي جهزنا أنفسنا لإكمال الرحلة و كانت وجهتنا مدينة كوموتيني (Κομοτηνή) بعدا توجها إلي قرية اسمها سوسطيس (sostis) و كان يوم الجمعة كانت تلك القرية عامرة بالسكان كان يوم عطلة لهم هنا بدأت المشاكل حيث تم التبليغ عنا من احدهم في القرية لم تمر إلا لحظات إلا و وجدنا سيارة الشرطة قادمة انطلقنا في الجري و سكان القرية يصيحون التفت خلفي لأرى أن 2 من أصدقائي الذين كانا معنا قد تم الإمساك بهم أكملت الجري أنا و صديقي إلى أن تبين لي وادي في الطريق قفزت مباشرة إلي أسفله و لحسن الحظ انه جاف لم يكن به ماء بقينا نسير في ذالك الوادي وبهدها توجهنا إلي قمة القرية بين الأشجار استرحنا هناك قليلا قم أكملنا طريقنا بعد أن القينا نظرة على الخريطة (Maps) سلكنا طريق لمسافة 10 كلم و بعدها قررنا أن نستريح بعد مدة لمحنا شخصين كانا يعبران بجانبنا و قد عرفنا أنهم مهاجرين لم سمعنا أنهم يتكلمون العربية تكلمنا معهم و اتفقنا على إكمال السير مع بعض إلي غاية مدينة كافالا (Καβάλα) في طريقنا تخلف عنا احد الأصدقاء لم نجده أكملنا الطريق و قد أخذنا الطريق السريع باتجاه مدينة سالونيك (Θεσσαλονίκη) ** أخذنا في الطريق 21 يوم من أدرنة إلي سالونيك سيرا على الأقدام لم نركب أي وسيلة نقل خوفا من الإمساك بنا ** كنا نسير في مدينة سالونيك التقيت بأشخاص بدأنا نتبادل أطراف الحديث قد كانت رحلتهم فقط في 7 ساعات بعد عبورهم السياج توجهوا إلي مدينة اسمها ذيذيموتيخو (Διδυμότειχο) أين اقتنوا تذاكر و توجهوا مباشرة إلي سالونيك ....
توجهنا إلي جمعية منحونا الأكل و العلاج و في الليل كنا ننام في بيت مهجور (خربة) من دون مال الى ان ارسلوا لي اهلى مبلغ معين بقيت في سالونيك لمدة 15 يوم استخرجت خرطية ......... (يتبع)

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-